کد مطلب:90521 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:273

خطبة له علیه السلام (34)-فی عید الأضحی















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ.

اَللَّهُ أَكْبَرُ وَ للَّهِ الْحَمْدُ.

اَلْحَمْدُ للَّهِ عَلی مَا هَدَانَا، وَ لَهُ الشُّكْرُ عَلی مَا أَوْلاَنَا.

وَ الْحَمْدُ للَّهِ عَلی مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهیمَةِ الأَنْعَامِ.

اَللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، زِنَةَ عَرْشِهِ، وَ رِضَا نَفْسِهِ، وَ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ، وَ عَدَدَ قَطْرِ سَموَاتِهِ،

وَ نُطَفِ بُحُورِهِ.

[صفحه 385]

وَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنی، وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی الآخِرَةِ وَ الأُولی، حَتَّی یَرْضی وَ بَعْدَ الرِّضَا، إِنَّهُ هُوَ الْعَلِیُّ الْكَبیرُ، وَ هُوَ الْعَزیزُ الْغَفُورُ.

اَللَّهُ أَكْبَرُ كَبیراً مُتَكَبِّراً، وَ إِلهاً عَزیزاً مُتَعَزِّزاً، وَ رَحیماً عَطُوفاً مُتَحَنِّناً، یَقْبَلُ التَّوْبَةَ، وَ یُقیلُ الْعَثْرَةَ،

وَ یَعْفُو بَعْدَ الْقُدْرَةِ. لاَ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الضَّالُّونَ.

اَللَّهُ أَكْبَرُ كَبیراً، وَ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ كَثیراً، وَ سُبْحَانَ اللَّهِ حَنَّاناً قَدیراً.

وَ الْحَمْدُ للَّهِ نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعینُهُ وَ نَسْتَغْفِرُهُ وَ نَسْتَهْدیهِ.

وَ نَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَریكَ لَهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً [ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ ] عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ.

مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظیماً[1]، وَ مَنْ یَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبیناً[2].

أُوصیكُمْ، عِبَادَ اللَّهِ، بِتَقْوَی اللَّهِ، وَ كَثْرَةِ ذِكْرِ الْمَوْتِ، وَ الزُّهْدِ فِی الدُّنْیَا الَّتی لَمْ یَتَمَتَّعْ بِهَا مَنْ كَانَ فیهَا قَبْلَكُمْ، وَ لَنْ تَبْقی لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِكُمْ، فَسَبیلُ مَنْ فیهَا سَبیلُ الْمَاضینَ مِنْ أَهْلِهَا[3].

أَلاَ وَ إِنَّ الدُّنْیَا قَدْ تَصَرَّمَتْ وَ آذَنَتْ بِانْقِضَاءٍ، وَ تَنَكَّرَ مَعْرُوفُهَا، وَ أَدْبَرَتْ حَذَّاءَ، فَهِیَ تَحْفِزُ بِالْفَنَاءِ سُكَّانَهَا، وَ تَحْدُو بِالْمَوْتِ جیرَانَهَا.

وَ قَدْ أَمَرَّ مِنْهَا مَا كَانَ حُلْواً، وَ كَدِرَ مِنْهَا مَا كَانَ صَفْواً، فَلَمْ یَبْقَ مِنْهَا إِلاَّ سَمَلَةٌ كَسَمَلَةِ الإِدَاوَةِ[4]، أَوْ جُرْعَةٌ كَجُرْعَةِ الْمَقْلَةِ، لَوْ تَمَزَّزُهَا الصَّدْیَانُ[5] لَمْ یَنْقَعْ غُلَّتَهُ بِهَا[6].

فَأَزْمِعُوَا[7]، عِبَادَ اللَّهِ، الرَّحیلَ عَنْ هذِهِ الدَّارِ الْمَقْدُورِ عَلی أَهْلِهَا الزَّوَالُ، الْمَمْنُوعِ أَهْلُهَا مِنْ دَوَامِ الْحَیَاةِ، الْمُذَلَّلَةِ فیهَا أَنْفُسُهُمْ بِالْمَوْتِ، وَ أَجْمِعُوا مُتَارَكَتَهَا، فَمَا مِنْ حَیٍّ یَطْمَعُ فِی الْبَقَاءِ، وَ لاَ

[صفحه 386]

نَفْسٌ إِلاَّ وَ قَدْ أَذْعَنَتْ لِلْمَنُونِ[8].

وَ لاَ یَغْلِبَنَّكُمْ فیهَا الأَمَلُ، وَ لاَ یَطُولَنَّ عَلَیْكُمُ الأَمَدُ، فَتَقْسُو قُلُوبُكُمْ.

وَ لاَ تَغْتَرُّوا بِالْمُنی وَ خُدَعِ الشَّیْطَانِ وَ تَسْوِیفِهِ، فَإِنَّ الشَّیْطَانَ، عَدُوَّكُمْ، حَریصٌ عَلی إِهْلاَكِكُمْ.

تَعَبَّدُوا للَّهِ، عِبَادَ اللَّهِ، أَیَّامَ الْحَیَاةِ[9]، فَوَ اللَّهِ لَوْ قَدْ حَنَنْتُمْ حَنینَ الْوُلَّهِ الْعِجَالِ، وَ دَعَوْتُمْ بِهَدیلِ الْحَمَامِ، وَ جَأَرْتُمْ جُؤَارَ مُتَبَتَّلِی الرُّهْبَانِ، وَ خَرَجْتُمْ إِلَی اللَّهِ تَعَالی[10] مِنَ الأَمْوَالِ وَ الأَوْلاَدِ،

الْتِمَاسَ الْقُرْبَةِ إِلَیْهِ فِی ارْتِفَاعِ دَرَجَةٍ عِنْدَهُ، أَوْ غُفْرَانِ سَیِّئَةٍ أَحْصَتْهَا كُتُبُهُ وَ حَفِظَهَا رُسُلُهُ، لَكَانَ قَلیلاً فیمَا أَرْجُو لَكُمْ مِنْ ثَوَابِهِ، وَ أَخَافُ عَلَیْكُمْ مِنْ عِقَابِهِ.

وَ تَاللَّهِ لَوِ انْمَاثَتْ قُلُوبُكُمُ انْمِیَاثاً، وَ سَالَتْ عُیُونُكُمْ مِنْ رَغْبَةٍ إِلَیْهِ أَوْ رَهْبَةٍ مِنْهُ دَماً، ثُمَّ عُمِّرْتُمْ فِی الدُّنْیَا مَا الدُّنْیَا بَاقِیَةٌ عَلی أَفْضَلِ اجْتِهَادٍ وَ عَمَلٍ[11]، مَا جَزَتْ أَعْمَالُكُمْ عَنْكُمْ، وَ لَوْ لَمْ تُبْقُوا شَیْئاً مِنْ جُهْدِكُمْ، مَا قُمْتُمْ بِحَقِّ أَنْعُمِهِ عَلَیْكُمْ الْعِظَامِ، وَ هُدَاهُ إِیَّاكُمْ لِلإیمَانِ، وَ لاَ اسْتَحْقَقْتُمْ جَنَّتَهُ وَ لاَ رَحْمَتَهُ، وَ لكِنْ بِرَحْمَتِهِ تُرْحَمُونَ، وَ بِهُدَاهُ تَهْتَدُونَ، وَ بِهِمَا إِلی جَنَّتِهِ یَصیرُ مِنْكُمُ الْمُقْسِطُونَ.

جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكُمْ بِرَحْمَتِهِ مِنَ التَّائِبینَ الْعَابِدینَ الأَوَّابینَ.

أَلاَ وَ إِنَّ هذَا یَوْمٌ حُرْمَتُهُ عَظیمَةٌ، وَ بَرَكَتُهُ مَأْمُولَةٌ، وَ الْمَغْفِرَةُ فیهِ مَرْجُوَّةٌ، فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالی، وَ تَعَرَّضُوا لِثَوَابِهِ بِالتَّوْبَةِ، وَ الاِنَابَةِ، وَ الْخُضُوعِ، وَ الْخُشُوعِ وَ التَّضَرُّعِ، فَإِنَّهُ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَ یَعْفُو عَنِ السَّیِّئَاتِ[12] وَ هُوَ الرَّحیمُ الْوَدُودُ.

وَ مَنْ ضَحَّی مِنْكُمْ فَلْیُضَحِّ بِجِذْعٍ مِنَ الضَّأْنِ، وَ لاَ یُجْزی عَنْهُ جِذْعٌ مِنَ الْمَعْزِ[13].

وَ مِنْ تَمَامِ[14] الأُضْحِیَةِ اسْتِشْرَافُ أُذُنِهَا، وَ سَلامَةُ عَیْنِهَا، فَإِذَا سَلِمَتِ الأُذُنُ وَ الْعَیْنُ

[صفحه 387]

سَلِمَتِ الأُضْحِیَةُ وَ تَمَّتْ.

وَ لَوْ[15] كَانَتْ عَضْبَاءَ الْقَرْنِ أَوْ[16] تَجُرُّ رِجْلَهَا إِلَی الْمَنْسَكِ فَلاَ تُجْزی.

وَ إِذَا ضَحَّیْتُمْ فَكُلُوا مِنْهَا وَ أَطْعِمُوا، وَ اهْدُوا، وَ ادَّخِرُوا، وَ احْمِدُوا اللَّهَ عَلی مَا رَزَقَكُمْ مِنْ بَهیمَةِ الأَنْعَامِ.

وَ أَقیمُوا الصَّلاَةَ وَ آتُوا الزَّكَاةَ، وَ أَحْسِنُوا الْعِبَادَةَ، وَ أَقیمُوا الشَّهَادَةَ بِالْقِسْطِ، وَ ارْغَبُوا فیمَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ، وَ أَدُّوا مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْكُمْ مِنَ الْجِهَادِ، وَ الْحَجِّ، وَ الصِّیَامِ، وَ الصَّلاَةِ، وَ الزَّكَاةِ، وَ مَعَالِمِ الإیمَانِ، فَإِنَّ ثَوَابَ ذَلِكَ عَظیمٌ لاَ یَنْفدُ، وَ خَیْرَهُ جَسیمٌ، وَ تَرْكَهُ وَ بَالٌ لاَ یَبیدُ.

وَ أْمُرُوا بِالْمَعْروفِ، وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، وَ أَعینُوا الضَّعیفَ، وَ أَخیفُوا الظَّالِمَ، وَ انْصُرُوا الْمَظْلُومَ، وَ خُذُوا فَوْقَ یَدِ الْمُریبِ.

وَ أَحْسِنُوا إِلی نِسَائِكُمْ وَ مَا مَلَكَتْ أَیْمَانُكُمْ.

وَ اصْدُقُوا الْحَدیثَ، وَ أَدُّوا الأَمَانَةَ، وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ، وَ كُونُوا قَوَّامینَ بِالْحَقِّ[17].

وَ أَوْفُوا الْمِكْیَالَ وَ الْمیزَانَ.

وَ جَاهِدُوا فی سَبیلِ اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَ لاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَیَاةُ الدُّنْیَا وَ لاَ یَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ[18].

إِنَّ أَبْلَغَ الْمَوْعِظَةِ وَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ كَلاَمُ اللَّهِ. أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجیمِ. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ[19].

و جلس علیه السلام كالرائد العجلان ثم نهض فخطب الخطبة الثانیة المذكورة فی ذیل خطبة الجمعة.

[صفحه 388]


صفحه 385، 386، 387، 388.








    1. الأحزاب، 71.
    2. الأحزاب، 36.
    3. ورد فی من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 328. و منهاج البراعة ج 4 ص 322. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 98. و نهج السعادة ج 1 ص 530 و ج 3 ص 142. و نهج البلاغة الثانی ص 38. باختلاف بین المصادر.
    4. إلاّ شفافة كشفافة الإناء. ورد فی المستدرك لكاشف الغطاء ص 98. و نهج السعادة ج 1 ص 532. و نهج البلاغة الثانی ص 38.
    5. العطشان. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 3 ص 142.
    6. ورد فی من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 329. و منهاج البراعة ج 4 ص 323. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 98. و نهج السعادة ج 1 ص 532 و ج 3 ص 142. و نهج البلاغة الثانی ص 38.
    7. فاذنوا، عباد اللّه بالرّحیل. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 3 ص 143.
    8. ورد فی من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 329. و منهاج البراعة ج 4 ص 323. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 99. و نهج السعادة ج 1 ص 532 و ج 3 ص 143. و نهج البلاغة الثانی ص 38. باختلاف یسیر.
    9. ورد فی من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 329. و منهاج البراعة ج 4 ص 323. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 99. و نهج السعادة ج 1 ص 532. و نهج البلاغة الثانی ص 38. باختلاف یسیر.
    10. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 3 ص 143.
    11. ورد فی المستدرك لكاشف الغطاء ص 99. و نهج السعادة ج 1 ص 533. و نهج البلاغة الثانی ص 38.
    12. الشوری، 25.
    13. ورد فی من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 329. و منهاج البراعة ج 4 ص 323. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 99. و نهج السعادة ج 1 ص 533. و نهج البلاغة الثانی ص 38. و مصباح البلاغة ج 1 ص 71 عن حلیة الأولیاء لأبی نعیم.
    14. كمال. ورد فی نسخة عبده ص 155.
    15. و إن. ورد فی من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 330. و منهاج البراعة ج 4 ص 323. و نهج السعادة ج 1 ص 534.
    16. ورد فی من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 330. و منهاج البراعة ج 4 ص 323.
    17. بالقسط. ورد فی المستدرك لكاشف الغطاء ص 100. و نهج السعادة ج 1 ص 535. و نهج البلاغة الثانی ص 39.
    18. لقمان، 40.
    19. سورة التوحید. و وردت الفقرات فی العقد الفرید ج 4 ص 177. و من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 330. و منهاج البراعة ج 4 ص 324. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 100. و نهج السعادة ج 1 ص 535. و نهج البلاغة الثانی ص 39. باختلاف بین المصادر.